انهَض ولَملِم رصاصك المُنتشِر ..
واحفُر ترابَ الأرضِ وتناول ،
رشاشاً من قلّة العزفِ قد ضجِر ..
ما عاد يعنيه إنْ لحنُهُ لم يَرُق
لسيادةِ الوالي المُحتَضِر ..
أو عادَ يعنيه إن صوتُهُ
قد أزعَجَ البعضَ المُنكَسِر ...
لباسُ العزفِ كوفيّة ٌ
توشّح بها لا تنتظر ...
باسم ترابِكَ اعزف رصاصك
واصنَع اللحن المزدهر ..
لا تخشى في اللهِ لومَة خائِن
أو تاجِر السّلمِ إن خسِر..
هذي فلسطينُ التي اغتُصِبَت
في ظُلمةِ الليلِ المُستتِر ..
اكتُب لحنها بيانا ً أيها العسكَر
لا تدعو لليل أن ينحصِر ..
فاللهُ قد ملَّ الدُّعاءَ
وصراخُكَ الباكي ، باتَ يحتقِر ..
اعزِف ، تمرّد ، كبّر ، تشهّد
أطلِق لهيباً لا ينحصِر ...
****
حمامة َ السّلمِ اصمتي
قد حيّ الآذان على الجهاد ..
وتلك الكنيسةُ استنفرت أجراسها
فتشابكت وتشابهت العِباد ..
وعلا صوتُ المكبِّرِ عالياً
واستأنست أنفُسُ الإنسِ والجماد ..
هذا صُراخُ الصمتِ صادِحاً
يكفينا كفُّ الكفِّ عن العتاد ..
يكفينا احتراقُ التّينِ والزّيتون
وكلُّ أشجارِ السّلمِ في البلاد ..
الآنَ وقتُ السُّنبُلة :
إن سقط منها ثائرٌ
في صحوة الجراد ..
تناثرت بذورها ثواراً
وحطّمت مدافعَ الجلاد ..
الشّعبُ بذرٌ صالحٌ
الشّعبُ بذرٌ ثائرٌ
بل جمرَة ٌ تحتَ الرّماد ..
فلنجعل الجَسَدِ لُغماً
أن داسَ الحقلُ غاصبٌ
تفجّرَت وصيّة الأجداد..
****
النّصرُ نهجٌ راسخ ٌ
والجُبنُ دوماً للزوال ..
السّلم عهدٌ بائدٌ
والأرضُ عادت بالقتال ..
إنّي أُخاطِبُ روحَكم
مُجَدِّداً تَحدِّياً ، مُنادياً بِلال ..
إن جئتُم تحتَ صخرة ٍ
وقِيلَ " الطّلقة سلِّموا" ،
خَجِلتم من دلال ..
إنّي قرأتُ مَجدَكُم
قرأتُ سرّ عِزَّكم ،
وزينة ُ الخِصال ..
رأيتُ المَجدَ راكعٌ
وعبدُ الذّلِّ دامعٌ
يُداسُ بالنّعال ..
إنّي سَمِعتُ عهدَكم
"إمّا بالعزّ عِيشةٌ
أو مْيتَةُ الرّجال" ..
رأيتُ الجُندَ هاربٌ
وكلُّ الشَّعرِ شائِبٌ
والرأسُ في الرمال ..
فالآن هُبّوا نحوهم
تحرروا من ظُلمِهم
وعانقوا الجِبال ...